موقع امريكي: هل ترامب رئيس حقاً؟
يمنات – وكالات
قال موقع كاونتر باونش الامريكي في مقال له على لسان الكاتب “جاك راسموس”: إن هذه الأوقات تعتبر شديدة الغرابة في السياسة الأمريكية، والغريب أنه لا يزال ترامب ذو الطابع الناشئ رئيساً لأمريكا، مما يثير التساؤل حول من الذي يدير البيت الأبيض والحكومة الأمريكية حقاً؟ هل ترامب رئيس حقاً؟
وتابع الكاتب: إن” ترامب يجلس هناك في الطابق الثاني، ونحن نسمع عن فرقة حاملة الطائرات في آسيا التي تردد أنها تبحر بأقصى سرعة إلى الساحل الشمالي لكوريا الشمالية قبل بضعة أسابيع، لتعلم بعد وقت قصير من توجهها اتجهت في الاتجاه المعاكس لأستراليا، فهل دونالد ترامب نفسه تخيل ذلك؟ هل أبلغت البحرية الأمريكية أو طلبت من قائدها المعتاد أن يستدير ويذهب إلى الشمال؟ ثم لماذا يفعل ذلك؟ هل كان أمر ترامب هو الذهاب إلى الشمال ؟ربما من قبل بعض رؤساء العمليات البحرية، أو ربما شخص آخر في البيت الأبيض أو الحكومة؟ أم إنه مجرد تصور ولم يبلغ البحرية أصلاً أن يتوجه إلى كوريا؟ كل الاحتمالات غريبة، وغريبة جداً.
وقال الموقع: ثم كان هناك إعلان ترامب بأن ميزانيته الكبيرة ستعلن في غضون أيام قليلة، ولكنه لم يكن حتى مستعداً لذلك، وقام ترامب بذلك مرة أخرى، وتخلى عن الإعلان عن التخفيضات الضريبية الكبيرة، كل هذا حدث بعد أن كان من المعروف عموماً أن مقترحات خفض الضرائب لن يتم تطويرها حتى أواخر الصيف، وأن مشروع قانون “أوباماكير ريبال” يجب أن يمضي قدماً أولاً، وكان إلغاء “أوباماكير” شرطاً ضرورياً لخفض الضرائب العامة، وكان من المقرر أن تأتي التخفيضات الضريبية التي حققتها الشركات والمستثمرون والبالغة قيمتها 592 بليون دولار في المرتبة الأولى، وإلى أن يتم حلها، لم يكن من المنطقي التعريف بعناصر التخفيضات الضريبية الأكبر من تريليونات الدولارات التي من المقرر أن تتبعها، لكن ترامب على أي حال، قفز بيروقراطياً، ووضع شيئاً على الورق.
أو ربما يسمح لترامب بالجلوس هناك في الطابق الثاني من البيت الأبيض والقيام بتغريدة، في حين أن البعض الآخر يدير الحكومة، ربما هو نائب الرئيس بينس المسؤول، والعمل مع اللجنة الداخلية من بعض كبار المسؤولين في الحكومة والمخابرات، المخابرات في وكالة الأمن القومي ووكالة المخابرات المركزية؟
واستطرد الموقع: هل ترامب يسمح له بالتجول في البيض الأبيض في حين أن الجنرالات والمفكرين والقراصنة الماليين يديرون الأمور؟ حيث بات اليوم من الصعب أن نصدق أن أعضاء إدارته وبيروقراطيي الدولة الحكومية عرفوا مسبقاً بتعليقات ترامب الأخيرة التي رحبت بالرئيس الفلبيني، إلى البيت الأبيض، أو هل ترامب سوف يغرد على أنه مستعد للاجتماع مع رئيس كوريا الشمالية، الذي كان ترامب يكنّ له احتراماً كبيراً، يمكنك أن تتخيل الإمساك السياسي الذي تسبب فيه ترامب مع المفارقة بين الجنرالات المسؤولين عن الدولة والدفاع والأمن القومي، فهل كان حديثه عن الشعبوية اليمينية خلال الحملة الانتخابية بغية الضجيج الانتخابي السياسي لا غير؟
وقال الموقع: إن كل ما حصلنا عليه حتى الآن من ترامب خلال أول 100 يوم له في الحكومة هو مجموعة من “الأوامر التنفيذية”، وإلغاء الحماية البيئية، وحقوق المهاجرين المتعجرفة، ودعم شركات الفحم القاتلة، والهجوم على حماية المستهلك، وتحويل الأموال إلى المدارس الخاصة من القطاع العام.
واختتم الموقع: هل هذه هي الرئاسة بالفعل؟ حيث يحصل دونالد على الجلوس في الطابق الثاني من البيت الأبيض ثم يتم إحضار دونالد في الطابق السفلي إلى مكتبه البيضاوي لتوقيع الأوامر؟ في حين أن بقية ممثلي النخبة الاقتصادية والسياسية يديرون البيت الأبيض، هل هذه هي رئاسة ترامب أم حكومة من الجنرالات؟ لقد بقيت نوعية الرئاسة الأمريكية في انخفاض مستمر منذ عقود، فلقد استمرت السياسة الممنهجة التي تتبعها الإدارات الأمريكية المتوالية بتخفيض الوظائف وزيادة الإنفاق الخارجي على المظاهر العسكرية دون الالتفات إلى الجانب الداخلي لأمريكا والمشكلات العديدة والكثيرة التي باتت تضعف المجتمع الأمريكي بأسره.